كتاب فصول في الثقافة والأدب

فبَكْ بالعربي وتوت بالتركي، ومعناهما «أمير توت»، مثل دمرطاس ومروان وقراحاً وما أشبه ذلك. ومن قال إن معنى ذلك بالعربية «أمير النّيروز» فلا يتأتى له ذلك، إلا إن كان النيروز في شهر توت على ما ذكره السَّخاوي في سمع الكيان (¬1).
قوله «امرأة»: المرأة مشتقة من المرآة، وهي التي يرى الإنسان فيها وجهَه إذا كانت في جيبه، أعني السراويل، وكقول الأخطل:
ما أخَذَ المِرآةَ في كَفّهِ ... ينظُرُ فيها للجَمَال المَصونْ
إلاّ رأى الشمس وبَدْرَ الدُّجى ... ووجهَهُ في فَلكٍ يَسْبحونْ (¬2)
قوله «جارية»: فيها قولان، منهم من قال: هي الساقية لأنها تجري من أسفل إلى فوق، واستشهد بقول الحُطَيئة:
نديمتي جارِيةٌ ساقِيَهْ ... ونُزهَتي ساقيةٌ جاريَهْ
جاريةٌ أَعْيُنُها جَنّةٌ ... وجَنّةٌ أَعْيُنُها جاريَهْ (¬3)
¬__________
(¬1) السخاوي معروف، و «سمع الكيان» كتاب عارض فيه محمد بن زكريا الرازي الطبيبُ كتابَ أرسطو الطبيعي.
(¬2) الأخطل معروف، والبيتان لابن سَناء المُلك.
(¬3) انتبهوا لقوله: تجري من أسفل إلى فوق! والحُطَيئة معروف، والشعر أظن أنه لشرف الدين شيخ الشيوخ. وهذان البيتان شاهد في باب المحسِّنات من التورية والجِنَاس والطِّبَاق، كل ذلك فيهما بلا تكلف ولا تصنّع.

الصفحة 308