كتاب فصول في الثقافة والأدب

قوله «الشعير»: معروف أنه من فواكه الآدميين، ولا يوجد إلا في جَزَرات الهند بالمغرب في الليل دون النهار صيفاً، قال ابن السّاعاتي:
جاريةٌ لم تأكُلِ المُرَقَّقا ... ولم تَذُقْ مِنَ البُقُولِ الفُسْتُقَا
ومن استشهد في هذا بقول ابن الفارض يصف رجلاً من الأكراد كَوْسَجاً:
عَلّقَ اللهُ في عَذَاريكَ مِخلا ... ةً، ولكنّها بغيرِ شَعير (¬1)
فليس من التحقيق في شيء، والمعنى على الأول.
إلى أن قال: قوله «من الطلوع إلى بئرك»، «الطلوع»: نعوذ بالله منه، لأنه مرض بلغمي يحدث في الشَّعر لمداومة أكل الزَّنْجبيل والأشياء الحارّة كالبطّيخ والأسماك وغيرها؛ قال ابن الدُّمَيْنَة يرثي شخصاً:
فَسّرَ لي عابرٌ مَناماً ... فصّلَ في قوله وأَجْمَلْ
وقال لا بُدّ من طُلوعٍ ... فكان ذاك الطُّلوعُ دُمَّلْ (¬2)
«بئركِ»: لفظ مركب من الأعداد في التركي، كقولك في العربي واحد اثنان، فبير واحد وإكي اثنان، ومجموع هذا العدد سبعة ونصف، لأن إكي ناقصة الياء، ولولا ذلك لكان المجموع
¬__________
(¬1) ابن السّاعاتي بهاء الدين بن رستم، من شعراء صلاح الدين، والبَيت من شواهد كتاب سيبويه. وابن الفارض معروف، والشعر لابن الرّومي.
(¬2) ابن الدُّمَينة من شعراء الحماسة، والبيتان من شعر الحكيم ابن دانيال.

الصفحة 310