كتاب فصول في الثقافة والأدب

ديسقوريدوس في باب النَّعْت، وهو هنا مرفوع على الحال (¬1).
«في»: اسم، لأنه يحسن دخول حرف الجر عليه: تقول انتقل من الشمس إلى فيء الظل، ودخول الألف واللام: تقول هذه الدراهم مبلغ ألفي درهم، والإضافة تقول: أعجبني حسن فيك، والتنوين أيضاً تقول: هذا المال فيءٌ للمسلمين. وعلى الجملة فما للنحاة في الأسماء كلمة يدخلها سائر خواص الاسم إلا «في»، وهي ممنوعة من الصرف لأنه اجتمع فيها من العلل أكثر مما اجتمع في أذربيجان، وذلك أن الفاء بعشرة والياء بثمانين على ما ذكره الزجّاج في الجُمَل، فصارت تسعين، وعلل الصرف المانعة تسعة.
قال شُبْرُمة بن الطُّفَيل في وصف الزَّرافة:
رُبَّ بُرْغوثٍ ليلةً بِتُّ منه ... وفؤادي في قَبضةِ التّسعينِ
والقَبْض هو المنع من الصرف (¬2). فلهذا قال النحاة إن «في» لا تنصرف.
«البرد»: منصوب بالألف واللام التي في آخره على أنه خبر متقدِّم تأخر عنه المبتدأ فحُذِف، وهي مسألة مشهورة في باب الاستثناء، ونص عليها سيبويه خلافاً لابن الحاجب لمّا بحث معه في المسألة الزُّنْبورية بين يدي الوليد بن عبد الملك. وتقدُّمُ
¬__________
(¬1) المبرَّد من أئمة العربية، وكتاب ديسقوريدوس في معرفة الأدوية النباتية المفردة، والحال منصوب لا مرفوع.
(¬2) شبرمة من شعراء العرب، والبيت للصاحب جمال الدين بن مَطروح.

الصفحة 313