كتاب فصول في الثقافة والأدب

الخبرِ دائرٌ في الكلام على ألسنة العرب، قال كُثَيّر عَزّة في محبوبته بُثَينة:
والله ما من خَبَرٍ سَرّني ... إلاّ وذِكراكِ له مُبْتَدَا
فقدّم الخبر وأخّر المبتدأ (¬1).
* * *
إلى آخر ما قاله في اللغة في هذين البيتين، ثم انتقل إلى:
القول على المعنى
قال: قبل الخوض في الكلام على المعنى نقدّم مقدمة تشتمل على ما يتعلق بهذين البيتين من التاريخ منقولاً من «المجسطي» للأحنف بن قيس في تاريخ بغداد؛ فنقول: بَكتوت هذه كانت بعض حَظايا النُّعمان بن المُنذِر، شراها من نور الدين الشّهيد صاحب القَيْروان، وكانت قبلُ لعَنان بنت النّابغة ابن أبي سُلْمَى زوج سيف الدولة وهو ابن بُوَيه أول ملوك السامانيّة الذين أخذوا خُراسان من الفاطميين، أول ملوكهم السفاح، والسفاح هو أخو العاضد (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) سيبويه معروف، توفي سنة 180، وابن الحاجب متأخر معروف، والبحث في المسألة الزنبورية كان بين سيبويه والكِسَائي عند يحيى البَرْمكي، وكثَيّر معروف ومحبوبته عَزّة، والبيت للسِّرَاج الورَّاق.
(¬2) «المجسطي» لليونان، والأحنف تابعي كبير معروف، و «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي أبي بكر، والنّعمان ملك الحيرة ونور الدين صاحب الشام معروف (وبينهما قرون)، وعَنان جارية الناطفي،=

الصفحة 314