كتاب فصول في الدعوة والإصلاح

ويبدو من هذا التلخيص الموجَز أن دعوة التوفيق بين الإسلام والاشتراكية بحجة أن في الإسلام اشتراكية دعوة باطلة. لأن الاشتراكية (والمقصود بها الماركسية) ليست مجرد توزيع الأراضي، ولا تأميم المعامل، ولا إسعاف العمال، ولا معونة الفلاحين ... هذه كلها فروع لها، أما الأصل فهو هذه الفلسفة المادية (الديالكتيك) القائمة على إنكار الدين، بل على إنكار كل ما هو روحي وردّ كل شيء إلى «المادة»، واتخاذ التاريخ إلهاً، و «حتمية التاريخ» عقيدة، وعلى الشك بجميع المُثُل العليا والعبث بتفسير معانيها، وعلى ثورة طاغية تنسف المجتمع وتجعل الأسافل فيه أعالي والأعالي أسافل.
إنها تقوم على «صراع الطبقات» واستبداد العوام بالخواص ثم العمل على إبادتهم وقطع دابرهم، وهي بهذا كله تناقض الإسلام مناقضة صريحة؛ فالإسلام مبني على الإيمان وعلى التوحيد وهذه مبنية على الإلحاد والجحود، والإسلام يدعو إلى الأخوّة والمحبة والعدل وهذه تدعو إلى الحقد والبغضاء والصراع، وتجيز الظلم إذا كان وسيلة لحرب من تسميهم «البرجوازيين»، والإسلام يُقرّ الملكية الفردية (وإن كان يقيدها بالقيود التي سيأتي بيانها) ويقر التوارث وهذه تأبى ذلك كله.
¬__________
= مئات الملايين من الناس في سبيل تحقيق حلم مجنون. ثم نراهم في النهاية يتأملون شعارات ماو الثورية التي تقول: «وطننا الاشتراكي جنة» ويتساءلون: "إذا كانت هذه هي الجنة فما هو الجحيم؟ " ... نعم، اقرؤوها يا أيها المؤمنون بالاشتراكية والشيوعية، لتكفروا بهذه الأباطيل كفراً لا إيمان بعده إلا بالله، الخالق العظيم (مجاهد).

الصفحة 278