كتاب إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم

وكانت لا يزال بها أنيس ... خلال مروجها نعم وشاء
فدع هذا، ولكن من لطيف ... يؤرّقني إذا ذهب العشاء
لشعثاء الّتي قد تيّمته ... فليس لقلبه منها شفاء
كأنّ سبيئة من بيت راس ... يكون مزاجها عسل وماء
على أنيابها أو طعم غضّ ... من التفّاح هصّره الجناء
إذا ما الأشربات ذكرن يوما ... فهنّ لطيّب الراح الفداء
نولّيها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدا ما ينهنهنا اللّقاء
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النّقع موعدها كداء
يبارين الأعنّة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظّماء
تظلّ جيادنا متمطّرات ... تلطّمهنّ بالخمر النّساء

الصفحة 659