كتاب الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:195] .
1- أنها في الإسلام وقف على الإسلام وأهله لا يجتمع فيها دينان ولا يستقر فيها كافر حتى يبقى شرع الله تعالى ودينه فيها بلا منافس ولا منازع1.
ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند موته: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" 2.
وفي المسند وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: "لا يترك بجزيرة العرب دينان" 3، وروى مسلم في صحيحه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما" 45.
__________
1 انظر الأقوال في هذه المسألة في فتح الباري المطبوع مع صحيح البخاري، 6/171، وشرح النووي لصحيح مسلم، 11/95، وفي ذلك يقول ابن حجر: "مذهب الجمهور في أن ما يمنعون من سكناه هو الحجاز خاصة، وهو مكة والمدينة واليمامة وما والاها ... "، وقال النووي: "والصحيح أنها: المدينة ومكة واليمامة واليمن". انظر: المرجعين السابقين بنفس الموضع.
2 رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، رقم: 3053، ورواه مسلم في كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، رقم:4208.
3 رواه الإمام أحمد، رقم25148، ورواه بلفظ قريب الإمام مالك في الموطأ في كتاب الجامع2/236.
4 رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، رقم: 4569.
5 انظر: خصائص جزيرة العرب للشيخ بكر أبو زيد، وحقيقة الدعوة إلى الله وما اختصت به جزيرة العرب، للشيخ سعد الحصين، ص 59.

الصفحة 17