كتاب الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده
ذلك هو منهج السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ وبه يتواصون يقول الفضيل رحمه الله: " على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل"1، ويقول ابن عيينة: "العلم إن لم ينفعك ضرك"، وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ معلقا على هذا القول: "يعني إن لم ينفعه بأن يعمل به ضره بكونه حجة عليه"2.
والذي لا يعمل بما علم يقع تحت طائلة الوعيد الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون} [الصف: 2، 3] ، وقد ذم الله اليهود ووبخهم بقوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُون} [البقرة: 44] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " كان يهود المدينة يقول الرجل منهم لصهره ولذي قرابته، ولمن بينه وبينه رضاع من المسلمين: اثبت على الذي أنت عليه، وما يأمرك به هذا الرجل ـ يريدون محمدا صلى الله عليه وسلم ـ فإن أمره حق، فكانوا
__________
1 اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي، بتحقيق الشيخ الألباني، ص 37.
2 المرجع السابق، ص 56.