كتاب ثمر الثمام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام»

(اعلمْ: أنَّ المعنى أقسامٌ: منها:) ساق الأقسامَ بـ (مِنْ) لعدم الجزم بالحصرِ فيما ذكر.
(ما يدلُّ عليهِ المُفْرَدُ، ومنها ما يدلُّ عليهِ مُرَكَّبٌ تقييديٌّ، أو إضافيٌّ) واجتمعت الثلاثةُ في أوَّلِ الفاتحةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فلفظُ الجلالةِ مفردٌ دلَّ على الذَّاتِ الأقدس، وذلك معَ {رَبِّ} تقييدي، وَ {رَبِّ الْعَالَمِينَ} إضافي.
وأرادَ بالتقييدي: ما عدا الإضافي، فصحَّ العطف بـ (أو)، وإن كان التقييدي بمعنى: كلّ كلمتين جُعِلَتْ ثانيتهما قيداً لأوْلاهما .. يشملُ الإضافي.
(ومنها: ما يدلُّ عليهِ مُفردانِ فُصِلَ بينهما، كـ " ما " وَ " إلا " فإنَّهما يفيدانِ الحصرَ) نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}.
ـ[وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلاَمُ.
وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ سِيَاقُهُ.
وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَجْمُوعُ جُمَلٍ.]ـ
(ومنها: ما يدلُّ عليهِ الكلامُ) وهو تامُّ الإفادة، إخبارياً كانَ نحوَ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى}، أو إنشائياً نحوَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
(ومنها: ما يدلُّ عليه سياقُهُ) أي: سياق الكلام، بالمُثنَّاةِ،

الصفحة 103