كتاب ثمر الثمام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام»

ـ[وَلَكِنْ جُمْلَةُ الْقَوْلِ: أَنَّ آدَابَ الفَهْمِ: التَّدَبُّرُ وَالتّاَمُّلُ، وَآدَابَ التفْهِيمِ: التَّفْكِيرُ وَالتَّذْكِيرُ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ} والآيَةَ.]ـ
(ولكنْ جُمْلَةُ القولِ) أي: القول المُجمل الجامع لما تفرَّقَ:
(أنَّ آدابَ الفهمِ) يجمعها: (التدَبُّرُ والتأمُّلُ) عطف تفسير.
(وآدابَ التفهيمِ) وهو: ثمرة الشروح أيضاً: (التفكيرُ والتذكيرُ. قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ} يتأمَّلون، والاستفهامُ: للتوبيخِ، والفاءُ: عاطفة على محذوفٍ، أي: أَعَمُوا فلا يتدبَّرون؟ أو أنَّ الفاءَ مُزحلَقةٌ، لعراقةِ الهمزةِ في الصدارةِ، والأصلُ: فألا يتأمَّلُ هؤلاءِ الكفارُ {الْقُرْآنَ} بالهمزِ، وقرأَ ابنُ كثيرٍ (١) بنقلِ حركتِه لما قبله وحذفه (٢)، من القرْءِ، وهو: الجمع، لجمعه المعاني، أي: مُهمها وأصولها، أو كلُّها بالنسبةِ لما يفهمه الراسخون، أو اختصَّ به تعالى.
(الآيةَ) مفعولٌ لمحذوفٍ، أو بدل كلٍّ مِن بعضٍ، أو مِن كلّ، على
---------------
(١) الإمام المقرىء، عبد الله بن كثير بن عمر المكي الكناني، توفي سنة (١٢٠ هـ). انظر " أحسن الأخبار " (ص ٤٠).
(٢) الضمير عائد على الهمز، فابن كثير حذف الهمز ونقل حركته - وهي الفتح - إلى الحرف الذي قبله، فقرأ: (القُرَان).

الصفحة 134