كتاب ثمر الثمام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام»

والاختيار للأمور، أو مكسوبِهِ مِن الأعمال (والمساوي) جمعُ مساءة، ما يُذَمُّ التلبُّسُ به فيسوءُ صاحبه، وهو أعمُّ مما قبله، فإنه يشمل المجبول غير المكتسب، كالغضبِ والطمع (محمدُ عبدُ اللطيف) هو جده أبو أمه، وآثرَ النِّسْبةَ إليه دون أبيه لأنَّ أباه كانَ جُندياً، وجُدُّهُ من الفقهاءِ، وهو - حفظه الله - محبّ للعلم والعمل والنِّسبةِ إليهما، حتى إنَّا لنرجو - كما عَلِمْنا ولا أُزكِّي على اللهِ أحداً - أنَّه ممن يُظلُّ تحت العرش، حيثُ نشأَ في عبادة الله، سلك الله بنا وبه فيما يرضاه.
بقيَ أنَّ هذا التركيبَ كثُرَ في كلامِ المُوَلَّدِين ولا أعلمه في كلام العرب الآن.
وتخريجُه: على حذف المضافِ وإبقاءِ المضافِ إليه على جرِّه أو إقامته مقامه، والأصلُ (ابنُ عبدِ اللطيف)، ثم يصحُّ حذف تنوينِ (محمدٌ) نظراً للأصلِ وعدمه، أو على أنَّ (محمداً) مضافٌ لـ (عبد) على معنى اللام، أو أنَّ (عبد) خبر لمحذوف، أو خبره محذوف، أي: عبدُ اللطيفِ أبوه مثلاً، أو أنَّه نزَّلَ اسم الأصلِ منزلةَ لقبٍ له بجامعِ التمييز، فيُعْرَب عطفَ بيانٍ، أو أنَّ الاسمين رُكبا على هذا المسمى، لكن حكيَ حالَ التفكيكِ فيهما، لكن هذا يظهرُ في نحو: محمدٌ
منصورٌ، لا ما هنا، لأنهم لا يُرَكِّبون أكثر من كلمتين.
(الطَّحْلاويُّ) نسبةً لـ (طحلةَ) بلدة من أعمالِ مصرَ (١)، منها جدُّه
---------------
(١) وذكرها العلامة الحافظ الزبيدي في " تاج العروس " (ط ح ل) فقال: (وطحلاء قريتان، بل ثلاث قرىً بمصر، من أعمال الشرقية، من إحداها - وهي المشهورة المشرفة على النيل - شيخنا المفنن المحدث، أبو علي عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى المالكي الطحلاوي).

الصفحة 87