كتاب أمثال العرب ت إحسان عباس

يشق غبارها (1) فأرسلها مثلاً، فتجلل العصا ثم انج عليها، فلما لقيته الخيول وتقوضوا من خلفه عرف الشر وقال لقصير: كيف الرأي؟ فقال له قصير: ببقة صرم الأمر (2) وذهب قوله مثلاً.
وسار جذيمة حتى دخل عليها وهي في قصر لها ليس فيه إلا الجواري، وهي على سريرها فقالت: خذن بعضدي سيدكن، ففعلن، ثم دعت بنطع فأجلسته فعرف الشر، وكشف عن عورتها فاذا هي قد عقدت استها بشعر الفرج من وراء وركيها، وإذا هي لم تعذر، فقالت: أشوار عروس ترى (3) فأرسلتها مثلاً فقال جذيمة: بل شوار بظراء تفلة، فقالت: والله ما ذاك من عدم مواس، ولا قلة أواس، ولكن شيمة من أناس، ثم أمرت برواهشه فقطعت فجعلت تشخب دماؤه في النطع كراهية إن يفسد مقعدها دمه، فقال جذيمة: لا يحزنك دم هراقه أهله (4) فأرسلها مثلاً. يعني نفسه.
ونجا قصير حين رأى من الشر ما رأى على العصا، فنظر اليه جذيمة والعصا مدبرة تجري فقال: يا ضل ما تجري به العصا (5) ، فذهبت مثلاً.
وكان جذيمة قد استخلف على ملكه عمرو بن عدي اللخمي، وهو ابن اخته، فكان يخرج كل غداةٍ يرجو أن يلقى خبراً من جذيمة، فلم يشعر ذات يوم
__________
(1) انظر الميداني ((ما يشق غباره)) 2: 166 وقد ورد في درج القصة عن المثل ((خطب يسير ... الخ)) انظر ما يلي؛ وراجع ((ما يشق غباره)) في العقد 3: 91.
(2) المثل في جمهرة العسكري 1: 232 (وفيه قصة الزباء والأمثال) وفصل المقال: 125 والميداني 1: 59 والمستقصي، 183 واللسان (بقق) ومعجم البلدان (بقة) ويروي: ببقة تركت ارأي؛ ويروي: تركت الرأي بثني بقة؛ وقد وردت الأمثال المتصلة بهذه القصة عند الميداني لدى إيراده المثل: خطب يسير في خطب كبير 1: 157 - 159.
(3) المثل في جمهرة العسكري 1: 234 والميداني 1: 158.
(4) جمهرة العسكري 1: 235 ((وما يحزنك.. ضيعه أهله)) .
(5) جمهرة العسكري 1: 234، 2: 428 والميداني 2: 247 والمستقصي: 332.

الصفحة 145