كتاب أمثال العرب ت إحسان عباس

شذوذ، ومن أجل ذلك - فيما أعتقد - ذكر أبو حاتم متروك القراءة إلى جانب تضعيفه في الحديث (1) . ومن شيوخه أيضاً سماك بن حرب أبو المغيرة الكوفي، وكان فصيحاً عالماً بالعشر وأيام الناس، وقد تردد المحدثون بين توثيقه وتضعيفه، وكانت وفاته سنة 123هـ؟ (2) . ومنهم سليمان بن مهران المعروف بالأعمش (- 145) (3) وإبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي المحدث (4) ، ومغيرة بن مقسم الضبي الكوفي الفقيه المحدث (بين 132 - 136) (5) ، وأوب إسحاق السبيعي الكوفي عمرو بن عبد الله الذي لا يختلف العلماء على أنه كان ثقة في الحديث (بين 126 - 129) (6) .
وقد ذكر أنه أخذ عن أبي رجاء العطاردي عمران بن ملحان؛ وهو محدث بصري، ولكن هذا مستبعد لأمرين: أولهما أن العطاردي توفي على أعلى تقدير سنة 109هـ؟؛ وثانيهما أن المفضل لم يترك الكوفة إلى البصرة إلا بعد سن كبيرة نسبياً. ولهذا أرى الصواب في قول من قال إن المفضل لم يدرك أبا رجاء (7) ، كما سأبين بعد قليل.
مما تقدم يمكن للدارس أن يتوقف عند عدد من الحقائق منها:
أن أساتذة المفضل كانوا في الجملة كوفيين، يتفانون في ولائهم فبعضهم عثماني مثل عاصم وبعضهم يتشيع مثل الأعمش، وأنهم تميزوا - في الغالب - بالقراءة والحديث على تفاوت واسع فيما بينهم.
__________
(1) ميزان الاعتدال ولسان الميزان وغاية النهاية.
(2) انظر تهذيب التهذيب 4: 232.
(3) مشهور بالقراءة والنحو والحديث (تهذيب التهذيب 4: 222) .
(4) تهذيب التهذيب 1: 167.
(5) تهذيب التهذيب 10: 269.
(6) تهذيب التهذيب 8: 63.
(7) ميزان الاعتدال ولسان الميزان وغاية النهاية.

الصفحة 7