كتاب أبو هريرة راوية الإسلام

أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مِسْكِينًا، (أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَلْءِ بَطْنِي) (1) وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ، فَلاَ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا» فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، - أَوْ قَالَ: نَمِرَتِي - ثُمَّ قَبَضْتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ (2).
وكان يقول: «وَايْمُ اللهِ، لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا، ثُمَّ يَتْلُو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}» (3).

وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من ذلك ما يرويه عن النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -، أنه قال: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (4) وعنه أيضاً: «وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ» (5).

وكان أبو هريرة يقول: «مَنْ كَتَمَ عِلْماً يُنْتَفَعُ بِهِ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» (6).
__________
(1) ما بين قوسين من رواية الزُهري في " مسند الإمام أحمد ": ص 267، جـ 12 رقم 7573.
(2) " طبقات ابن سعد ": 4: 2/ 52 و " فتح الباري ": ص 224، جـ 1. و " مسند الإمام أحمد: ص 270، جـ 12. و " حلية الأولياء ": ص 378، جـ 1. و " تاريخ الإسلام ": ص 334 جـ 2. «وَاللهُ الْمُوعِدُ»: قال القاضي عياض في " المشارق ": ص 290، جـ 1 أي عند الله المجتمع أو إليه، أي الموعد عنه .. انظر هامش الصفحة: 270 من الجزء 12 من " مسند الإمام أحمد ". وفي " طبقات ابن سعد ": ص 56، جـ 24 «فَبَسَطْتُهُ، فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثم قال: «ضُمَّهُ»، فَضَمَمْتُهُ».
(3) " فتح الباري ": ص 224، جـ 1. و " مسند الإمام أحمد: ص 270، جـ 12 رقم 7274 وفيه: «لولا آيتان» - والآية [البقرة: 159].
(4) " فتح الباري ": ص 212، جـ 1 من حديث طويل.
(5) " طبقات ابن سعد ": 4: 2/ 56 و 57.

الصفحة 118