كتاب ديوان محمد العيد آل خليفة

منظر تاعس ناعس
نظمها الشاعر في مشهد من مشاهد البؤس الكثيرة في الجزائر وقد رأى بعيني رأسه هذا البؤس الذي وصفه في هذه القصيدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بدا لعيني تاعس ناعس …*… على الثرى في الصبح بالي الثياب
جاث على الرجلين جاني الحشى …*… والظهر هاوي الجسم ذاوي الشباب
فهاج من حزني ومن لوعتي …*… كما يهيج النار عود الثقاب
ورحت من شعر إلى عبرة …*… والشعر والعبرة جهد المصاب
وقمت أدعوه على رأسه …*… لعلني أحظى ببعض الجواب
يا أيها الأوي إلى حفرة …*… فى سفح طود عند ملقى الشعاب
يا أيها الهاوي على وجهه …*… تحت أديم الجو فوق التراب
يا أيها الملتم في طمره …*… كالقنفذ انهالت عليه الكلاب
هون من الغم عليك فما أحسـ …*… ـب إلا منه هذا الضباب
أنومك الآن خدل لنا …*… أم لك أم أنك صلب الإهاب؟
لا تفعل الأحجار ما نمت في …*… جنبك والأحجار صم صلاب
هل أنت إلا بشر مثلنا …*… أم أنت جن زال عنك الحجاب
لا بل فقير لم تجد رحمة …*… عند ذوي (الفيلات) ذات القباب
بطونهم ملأى وأكياسهم …*… وأنت خاوي البطن خالي الوطاب
ونومهم طاب وإحساسهم …*… وأنت مرتاع بقفر يباب
طواك عسف الدهر في حفرة …*… بجانب الطود كطي الكتاب

الصفحة 30