كتاب الحديث الموضوعي - جامعة المدينة

((الجهاد في سبيل الله)) حديث متفق عليه؛ أي رواه البخاري ومسلم، ذكر هنا بر الوالدين بعد الصلاة التي هي عمود الدين، والتي من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، يذكر بعد الصلاة مباشرة البر بالوالدين ليبين أهمية ذلك العمل في الإسلام.
الحديث الثاني: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يجزي - أي لا يكافئ ولا يقوم بحق الوالد - ولدٌ والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) هذا هو فقط الذي يكون قد قام بحق بر الوالدين.
وعنه أيضًا؛ أي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)) حديث متفق عليه.
وعن أبي هريرة أيضًا -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى، قال: فذالك لك)) ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرءوا إن شئتم)) {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (محمد: 22، 23).
وفي رواية للبخاري ((فقال الله تعالى: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته)).
وعن أبي هريرة أيضًا -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أبوك))

الصفحة 371