كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم - جامعة المدينة
ولم تسمح بدخوله إلى بلادها. كما يجد القارئ ذلك في نص الكتاب المرسل من المؤلف إلى الملك عبد العزيز آل سعود، ملك نجد والحجاز، وذلك في صـ 238 من الجزء الخامس والعشرين.
طريقة المؤلف في هذا التفسير: يقول الدكتور حسين الذهبي: "بعد أن قرأت الكثير من التفسير أستطيع أن أعطيك صورة واضحة عن منهج المؤلف وطريقته، التي سلكها فيه. وذلك أن المؤلف -رحمه الله- يفسر الآيات القرآنية تفسيرًا لفظيًّا مختصرًا لا يكاد يخرج عن ما كتب في التفاسير المألوفة لنا، والمتداولة بين أيدينا، لكنه سريعًا ما يخلص من هذا التفسير الذي يسميه لفظيًّا، ويدخل في أبحاث علمية مستفيضة، يسميها هو لطائف أو جواهر. هذه الأبحاث عبارة عن مجموعة كبيرة من أفكار علماء الشرق والغرب في العصر الحديث. أتى بها المؤلف ليبين للمسلمين ولغير المسلمين أن القرآن الكريم قد سبق إلى هذه الأبحاث، ونبه على تلك العلوم قبل أن يصل إليها هؤلاء العلماء بقرون متطاولة".
يواصل الدكتور الذهبي حديثه عن هذا الكتاب يقول: "ثم إننا نجد المؤلف -رحمه الله- يضع لنا في تفسيره هذا كثيرًا من صور النباتات والحيوانات ومناظر الطبيعة، وتجارب العلوم بقصد أن يوضح للقارئ ما يقول توضيحًا يجعل الحقيقة أمامه كالأمر المشاهد المحسوس". ثم يواصل الدكتور الذهبي كلامه عن (تفسير الجواهر) يقول: "كذلك نجد المؤلف -رحمه الله- يستشهد أحيانًا على ما يقول بما جاء في الإنجيل، واعتماده فيما ينقل على إنجيل برنابا لأنه كما يرى أصح الأناجيل، بل هو الإنجيل الوحيد الذي لم تصل إليه يد التحريف والتبديل كما قيل".
الصفحة 32
357