كتاب الأديان والمذاهب - جامعة المدينة

المعادن، وشعره الغابات والأشجار، وعينه اليسرى الشمس واليمنى القمر، أما الحشرات التي تعلقت بجسمه فهم الآدميون.
وتوالى ملوك السماء من بعده يحاولون أن يمدينوا هؤلاء الآدميين، ويهذبوهم، ويوجهوهم الوجه الصحيحة؛ حتى لا يبقوا كما خلقوا حشرات دنيئة ضارة وضالة، وعبدوا المطر والرياح والسحاب، والرعد والبرق، وكل مظاهر الطبيعة. وجعلوا السماء هي الإله الأكبر، باعتبار أن معظم الخير يأتي منها، وعبدوها بجانب الشمس والقمر والمطر، والرعد والأنهار، وأطلقوا عليها اسم الإله الأعظم "تيان" كما عبدوا أرواح أسلافهم وأجدادهم، وهذه الديانة لا تعترف بالرسل والأنبياء، وإنما يقوم بأمور الدين رجال مربون ومعلمون، ولقد دانت اليابان أيضًا بالكنفشوسية، واعتقدت مبادئها كما اعتقدت مبادئ البوذية، وديانة الشننتو القديمة، وأبرز تعاليم كنفشيوس حب العلم، ولا تزال للكنفشوسية المكانة الجليلة في اليابان.
الكنفشوسية: لقد اتصلت الفلسفة الصينية بالدين وامتزجت به امتزاجًا تامًّا، فالفسلفة في الصين لم تتجاف عن الدين ولم تنأ عنه، ولم يكن "كنفشيوس" مدعيًا للرسالة ولم يكن هو رسولًا مبعوثًا، بل كان حكيمًا فيلسوفًا يبشر بمذهب الأخلاق، وأما عقيدته فهي ما كان يعتقده الصينيون القدماء، وأساس هذه العقيدة أنهم يعبدون ثلاثة أشياء: السماء، والأرواح المسيطرة على ظواهر الأشياء الملائكة، وأرواح الآباء، ومن عقائد الصينيين أن أرواح الأموات تنفصل عنهم بعد موتهم وتبقى في الدنيا مع أسرهم، ولذلك يعبدون أرواحَ الآباء؛ تقديسًا لهم ووفاءً لعهودهم.

الصفحة 375