كتاب الأديان والمذاهب - جامعة المدينة

ومن آلهتهم أبوللو أحد أبناء زيوس، وهو إله الشباب والقوة، يضر ويفيد، واليونانيون يمثلونه بشابٍّ جميل، وبيده القوس، وعدد من السهام رمزًا للقوة والانطلاق.
ومن آلهتهم أفروديت إله الحب والجمال، ومن مهامه إتمام عملية التزويج والولادة بمساعدة ولدها كيوبيد، واليونانيون يمثلونها بامرأة جميلة تبدو دائمًا مبتسمة، وهي راكبة عربة يجرها طائران كبيران، هكذا تمتد الآلهة في أسرة زيوس لتضم جميع أولاده، وأخواته، وزوجاته؛ حيث يتولى كلٌّ منهم التأليه في جانب ما، ويلاحظ إحاطة جميع هذه الآلهة بسائر أنشطة البشر ولو كانت سيئة، فهيرا زوجة زيوس تخونه وتعشق أريس، وزيوس نفسه يعشق مايه، وينجب منها هرميس المعروف بأنه المرشد السماوي الذي يحمل إرشادت أبيه؛ ليعلم بها الأنفس الضالة، وهذا المرشد تجده حينما يغادر السماء يتواطأ مع اللصوص، ويغش أباه الإله العظيم.
إن آلهة اليونان بدأت مسيطرة على القوى الطبيعية بصورة غامضة، ثم أخذت تترقى وظائفها، واتضحت ذواتها، خرجت إلى عالم النور وتميزت بعضها عن بعض، ولم تنحصر عددًا وإنما تزايدت بصورة بيّنة، ودائمًا وضع اليونانيون آلهتهم في صورة جميلة متحضرة تدل على الذوق الرفيع والسحر الأخّاذ؛ لقد صور هوميروس شاعر الإغريق الآلهة اليونانية في شعره الرائع في أبهى الصور وأحلاها، فمهّد بذلك أمام الفنانين الطريق ليصنعوا تماثيل الآلهة من المعادن الثمينة في هيئة رائعة الحسن خالية من العيب تأخذ الألباب والأبصار، والآلهة كما تكلم عنهم هوميروس لها سلطة عظمى على الحياة، ولها إرادة وقدرة على كل ما يحدث من خير أو من شر؛ ومن أجل هذا التزم اليونانيون بطقوس معينة يتجهون بها للآلهة كالذبح والتراتيل.

الصفحة 408