كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

عقائدهم، فأدى التفكير بهم أو ببعضهم إلى آراء مغايرة للعقائد الموروثة؛ تكون مذهبًا هو "البرهمة".
ويرى ريري سدلت أن البراهمة قاموا بهذا التأويل لمصلحتهم، وليجعلوا امتيازاتهم مقدسة، ثم إنهم لاحظوا أن الاتصال بدأ يتم ويتعمق بين جنسهم وبين السكان الأصليين؛ فأرادوا أن يضعوا نظام الطبقات ليحول بين تمام الامتزاج، وسنزيد ذلك شرحًا إن شاء الله تعالى عند الكلام عن نظام الطبقات. وبهذه المرحلة تبدأ الهندوسية التي لا تزال موجودة.
ج- مرحلة تلخيص الويدا في أسفار مقدسة تسمى "الأوباميشدات" ألاوباميشدات، وهي مرحلة تبدأ من القرن السادس قبل الميلاد وتستمر إلى ما بعد الميلاد بعدة قرون.
أما المرحلة الثانية فهي: عصر الإلحاد في رأي أتباع لويدا، وفيه ظهرت الديانة الجينية، والديانة البوذية، وضعفت الديانة الويدية ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد.
ثالثًا: العصر الويدي الثاني هو عصر عود النصر للويدا وانتصارها على ديني الإلحاد الجينية والبوذية، ولكن مع التوسع في شروح الويدات، وبيان الخصائص الدينية والاجتماعية التي وردت بها.
ومن أهم هذه الشروح قوانين "منو" التي وضعت حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، وبقوانين منو هذه تتضح الهندوسية، وتستقر معالمها وسنعود لشرائع منو بمزيد من الشرح فيما بعد إن شاء الله.
وبهذا تصبح أكبر الديانات في الهند متمثلة في الديانات الثلاث: الهندوسية، والجينية، والبوذية. مع ما لهذه الديانات من كتب مقدسة لدى الهنود.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الصفحة 29