كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

ويُؤكد هذه النحلة الجينية، وهِي النِّحلة التي قامت تُعارض الهندوسية، تقول بتناسخ الأرواح، وهذا يُبَرهِنُ على أن الهندوسية لا تقول به؛ لأن الجينية قامت خاصة لمعارضة التدين الهندوسي.
ولست أدافع عن الهندوسية؛ فهي نحلة ضالة -ولا شك في ذلك- ولكنني أحب أن أكون أمينًا في ما قرأته من مصادرهم المباشرة أنهم يقولون: ببغي نقل الروح إلى بدن آخر، ويقولون كذلك بعودة الروح إلى الوجود الذي يتكرر؛ حتى تخلص الروح إلى ربها، فتخلد في عالم السرور والبهجة، وذلك حسب منطقهم ولغتهم؛ فمن استطاع أن يثبت لهم تناسخ بأدلة علمية، فلست مُحاجًا ولا خصمًا في هذه القضية. انتهى كلامه - رحمه الله تعالى.
وعن مسألة العمل والجزاء يقول: "كارما بهالا" هاتان عبارتان معناهما العمل والجزاء العمل كارما، والجزاء بهالا؛ فالأعمال الخيرة جزاؤها لا بد أن يكون خيرًا وحسنًا، والأعمال الشريرة لا بد أن يكون جزاؤها مثلها شرًّا ومقتًا؛ ولهذا فإن فكرة الخير والشر هذه تدفع الإنسان إلى أن يحرص دائمًا كل تصرفاته بفعل الخير، وأن يبتعد عن كل ما يفسد الخلق والسلوك والحياة.
أنواع الجزاء:
والجزاء الذي يعطى للمحسنين الخيرين ثلاثة أنواع:
سان شيتا: وهي النِّعم والآلاء التي يعيشُ فيها الإنسان حاليًا، ولها دوام في المستقبل، و"بارابدا"؛ النِّعمُ التي نعيشُها في وقت محدود، وليس لها استمرار،

الصفحة 42