كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

و"كريامانا" الجزاء الطيب الذي لم نحصل عليه في حياتنا المعاصرة سوف نحصل عليه في الحياة المستقبلة بعد الموت، فالمحسنون الطيبيون في الدنيا الذي لا يحصلون على أجر في الدنيا سوف يدخر لهم جزاؤهم الطيب في الحياة الآخرة.
ويقولُ عن مسألة الخلاص أيضًا: الخلاص من جاذبية الدنيا إنّ غاية الغايات للإنسان ليس فقط أن يقدم الخير لنفسه وللمجتمع، وليس فقط أن يرتفع عن الآلام والبلايا، ولكن غاية الغايات أن يتمكن من الخلاص من جاذبية الحياة الدنيا، التي يعبر عنها بلغة القوم "موسكا" والخلاص من جاذبية مشاغل الحياة الدنيا ليس بالموت والفناء، بل يُمكن الحصولُ على هذه الغاية والإنسان ما زال حيًّا، وذلك عن طريق الفداء والتضحية المستمرة، حتى يحصل على رضوان الإله "سانج هانج ويدي".
على رضوان الإله الخالق، ووسيلة ذلك هي ممارسة رياضة "اليوجا" تلك الرياضة التي تقوم على أساس من التذكر والتفكير والصمت، وبهذه الرياضة يحصل الفرد على "جنانا" الوسيلة الوحيدة للخلاص من كل الآلام والبلايا والمصائب، تلك التي تأتي لتمحص الإنسان، وتدفعه إلى أعلى؛ ليحل فيه الروح المُقَدّس التي يشعر بسببها بسمو روحه، وترفعها على الشعور بالمصائب والآلام؛ فالبلايا في صورتها السهلة مثلما تفعله الأم بولدها، عندما تَربط يديه كي لا يأكل التراب؛ فهو يبكي ويتألم، ولكنها مسرورة؛ لأنها تدفع عنه شرًّا وبيلًا، وكذلك البلايا أنها تأتي بخير الإنسان، وعليه أن يتخلص منها بالرياضة والحصول على "جنانا".
فالرّجل المُتدين هو الذي يبتسم للأذى؛ فذلك أرقى أنواع الطب الروحاني، وبذلك أيضًا في الآلام والبلايا لا تترك أثرًا في البدن الجسماني، أما عن "اليوجا" التي هي وسيلة الحصول على السعادة الروحية "موسكا" فهي

الصفحة 43