كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

انتصاره عقوبة للناس على تركهم للخيرات وحبهم للشرور. ثم يبشرونهم بغلبة الإله الحكيم الرحيم بعد الهزيمة، فتهدأ وساوسهم إلى حين.
على أن زرادشت، قد استخلص من أخلاط المجوسية عقيدة وسطا، بين العقيدة الوثنية الأولى والعقيدة الإلهية الحديثة، سواء في تصحيح الفكرة الإلهية، أو مسائل الأخلاق ومسائل الثواب والعقاب، فالله في مذهب زرادشت، موصوف بأشرف صفات الكمال، التي يترقى إليها عقل بشري، يدين على حسب نشأته بالثنائية وقدم العنصرين في الوجود، فالخير عند زرادشت غالب دائم، والشر مغلوب منظور إلى أجل مسمى، وما زال أهرمن يهبط في مراتب القدرة والكفاية على هذا المذهب، حتى عاد كالمخلوق الذي ينازع الخالق سلطانه، ولا محيص له في النهاية من الخذلان.
وفي الزند فستا يقول زرادشت: " إنه سأل هرمز: يا هرمز الرحيم صانع العالم المشهود، يا أيها القدس الأقدس، أي شيء هو أقوى القوى جميعا في الملك والملكوت؟ فقال هرمز: إنه هو اسمي، الذي يتجلى في أرواح عليين، فهو أقوى القوى في عالم الملكوت، فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم، فقال له: إنه هو السر المسئول، وأما الأسماء الأخرى فأولها هو واهب الأنعام، وثانيها هو المكين، وثالثها هو الكامل، ورابعها هو القدس، والاسم الخامس هو الشريف، والاسم السادس هو الحكمة، والاسم السابع هو الحكيم، والاسم الثامن هو الخبرة، والاسم التاسع هو الخبير، والاسم العاشر هو الغني، والاسم الحادي عشر هو المغني، والاسم الثاني عشر هو السيد، والاسم الثالث عشر هو المنعم، والاسم الرابع عشر هو الطيب، والاسم الخامس عشر هو القهار، والاسم السادس عشر هو محق الحق، والاسم السابع عشر

الصفحة 474