كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

وجعلوا لكل ظاهرة الإله الذي يُحركها أو يسكنها، وقدسوا بعض الحيوانات وبخاصة البقرة، وفي أسفار "الفيدا" إشارات، حول المرحلة البدائية الأولى للديانات الهندوسية، حيث انتشار عبادات القوى الطبيعية، وهي مرحلة تبدأ من القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلى مرحلة تدوين "الفيدا" في القرن الثامن قبل الميلاد.
تتضمن الفيدا أناشِيدَ وابْتِهَالاتٍ لعدد كبير من الآلهة، أهمُهّا: الإله فارونا، وهنا نتحدث عن أهم القصائد في الله وفي النفس، الإله "فارونا" إله التدبير والتنظيم للقوى الطبيعية، والأعمال والأخلاق الإنسانية، ومهمة فارونا لا تقتصر على التنظيم فقط، لأن دوره يتعدى ذلك، إلى المحافظة على نظام الطبيعة، وحماية الإنسان من الشرور والوقوع في الخطيئة، والإنسان الذي يقع في الخطيئة ويسيء التصرف، يرفع الصلاة ويطلب الغفران من فارونا، ويأمل منه المسامحة والمغفرة.
ومن الآلهة القديمة عند الهندوس، "ياما" إله الموت أو الديان الذي يحاكم الموتى على أفعالهم في حياتهم، وياما هو أول إنسان مات، وارتفعت روحه إلى رحاب السماء وصار إلها، وفي الفيدا أغنية تخبر عن نشأة ياما، وتوضح دوره وتدعو إلى احترام ياما الملك، الذي يجمع الناس معا، وقد ارتحل إلى السماء العليا ليشق الطريق للكثيرين، فهو أول من وجد مكانًا، نستقر فيه ولا نخسره أبدا، وتدعو الأغنية الناس إلى ملاقاة ياما، الذي يجمع الموتى بآبائهم وأسلافهم، ويساعدهم في قطف ثمار الأعمال الحسنة في أعلى السماء، وتحذر الناس من الخطيئة، وتشير إلى الإنسان يكتسي في الحياة الثانية جسدا أخر.
أما الإله "أندرا" وهو عندهم إله العواصف والحرب، فهناك أغنية تعظمه وتقدم أوصافه وقدراته، تقول الأغنية: "أن أندرا هو الأعلى من كل شيء، وهو

الصفحة 60