كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

الأسمى ذو القوة العليا، الذي أمام قدرته الغالبة، ترتعد الأرض والسموات العالية، أيها الناس استمعوا لشعري، إنما هو أندرا إله الكون، هو الذي قهر الشياطين في الحساب، وأجرى الأقمار السبعة الصافية الكبار، واقتحم كهوف الكآبة والأكدار، وأخرج البقرات الجميلة من الأرحام، وأضاء النار القديمة من البرق في الغمام، ذلك هو أندرا البطل الجسور، الأرض والسماء تعترفان بسلطانه وكماله، والجبال المرتفعة تخر له وتسجد لجلاله، هو الذي يرسل صواعق السماء على أعدائه، فلتهدى إليه السبائك المقدسة، فإنه يقبل هذه الخمر ويمنحنا رضاه، ويستمع للشعر وأغاني الولاء".
وكان للشمس والنار أناشيد كثيرة تعظمهم:
منها في الشمس: "يجيء بالشمس جيادها الحمر، فيصل الفجر العظيم الجميل، ينعش الجميع بضيائه، وتأتي الإلهة على مركبة فخمة، وتوقظ الإنسان ليقوم بعمل نافع".
وتقول أغنية للنار: "حينما أرى هذا الكائن المنير في قلبي، تدوي أذناي وتختلج عيناي، وتتيه نفسي في ارتياب، فماذا أقول وماذا أفكر، فيا أغنى "إله النار" مجدتك جميع الآلهة، واجفة ما تواريت في الظلام".
وكان لأغنى أهمية خاصة في عبادات الهنود الأوائل، بسبب الحاجة إليه، عند إقامة طقوس الذبيحة، لذلك كانت ترفع إليه الصلوات والأناشيد لاستحضاره، وقارنوا بين النار وأغنى، فكما أن النار تنظف وتطهر كذلك أغنى، الذي ينتزع الخطيئة والشرور من القلوب، ويحمي المنازل التي يحل في مواقدها، ويطرد الشياطين عنها، كما أنه يحمي الزيجات ويباركها، ويغدق على المتزوجين السعادة والهناء.

الصفحة 61