كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

أما الإله فارونا هو أقدم في الظهور من أندرا، فقد أصابه ما أصاب ديوس، إذ أضعف إله الحرب دوره وقلص ظهوره في "الريجفيدا"، والإله فارونا وهو إله ذكرى كسائر الآلهة الأوائل في الفيدا، وهو المنظم للعالم وتعاقب الفصول الأربعة المتتالية، و"فارونا" مُنظم الحياة الاجتماعية والأسرية، من خلال عيونه الكثيرة المنتشرة في كل الأنحاء، وتجعله يعلم كل ما يكنه الرجال والنساء، وفي الخلوات لا يجتمع اثنان إلا ويكون الفارونا ثالثهما، حتى إن مقاتل الفيدا الشجاع والذي لا يقهر، يمثل أمام فارونا منكسًا خاشعًا خاضعًا، وراجيًا العقاب العادل من فارونا القدير على كل شيء.
ومن آلهة الهندوس الصغار الذين تذكرهم الفيدا، والذين تطورت فكرتهم ودخلت في تكوين فكرة الإله شيفا المدمر الإله "ياما"، الذي سبق الحديث عنه وهو إله الموت، الذي يحرس عالم الآباء بكلابه الداكنة، والإله "ردرا" الذي تحمل سهامه المرض، وهو أيضا إله الشفاء من المرض بالأعشاب، والجانب الأخير من صفات ردرا، هو الذي يجعله يقرب من الإله شيفا المبشر بالخير، إلا أن دور الإله ردرا بسيط جدًّا في الفيدا.
المذاهب الأساسية:
يلاحظ من خلال نظرة شاملة، أن الديانة الهندوسية محكومة بثلاثة أمور، هي: المذاهب أو الأنساق الست للمستويات العقلية، والملاحم. البرانس التي تروي الأساطير، ونظام الطبقات على صعيد السلوك الأخلاقي.
أما المذاهب العقائدية: ففيها جملة الطرائق المؤدية إلى الانعتاق، والتحرر من العلائق المادية الأرضية، ويُمكن جمع هذه المذاهب في ثلاثة أزواج، هي: نيايا وفيشيسكا، وسنخايا، ويوغا وميمنسا، والفيدا ننتا،

الصفحة 64