كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

التالية، وبالتحديد في عصر "اليوجونشاد"، في العصور اللاحقة لعصر الريجفيدا، هو الكتاب الذي يخبر عن بدايات التفكير الديني الهندوسي، وتزايد الحديث عن الناسك المتجول المعلم أو الشارمان، ومصطلح الشارمان يطال مؤسسي الديانة الجينية والبوذية المنبثقين من الهندوسية.
النسك هو أعلى المراتب الدينية في العقيدة الهندوسية، وغاية الناسك الزاهد هي الانعتاق والخلاص من شرك الرغبات والشهوات، والحاجات المادية الرخيصة والدنيئة، وحياة الناسك سعي دائم وعراك مستمر، تهدف إلى بلوغ السكينة والاستقرار، استعدادا للذوبان في المطلق.
البؤس والقضاء على الشهوات والرغبات، ولبس الثياب البالية وتعذيب النفس والتسول، هي العناوين الرئيسة لسلوك الراهب الهندوسي المنصرف إلى العبادة، وبها يتحدد نظامهم الحياتي، وقد حددت أربعة مراحل لا بد للناسك البرهمي من المرور بها، ومدة كل واحدة خمس وعشرون سنة، على أساس أن متوسط العمر عندهم هو مائة سنة.
أما الدور الأول: فهو دور التربية والتنشئة الروحية والعقلية والجسدية، إنها مرحة التحضير للمرحلة الثانية الحاسمة، والمحدد لبقاء استمرار المريد الهندوسي.
الدور الثاني: يتم فيه بناء أسرة متكاملة، فيكون للمريد زوجة أبناء، وفي هذا الدور ينصرف البرهمي، إلى العناية بأسرته حسب التعاليم الدينية ويقيم شعائرها الصارمة.

الصفحة 74