كتاب الأديان الوضعية - جامعة المدينة

وقد تحدثت شرائع منو بالتفصيل، عن وظائف كل طبقة على النحو الآتي:
ولكل طبقة من طبقات المجامع الهندوسي، وظائفها وواجباتها، فعلى البرهمي أن يشتغل بالتعليم والتعلم، وبإرشاد الناس في دينهم، فكان هو المعلم والكاهن والقاضي، أما "كاشتريا" فكانت وظيفته أن يتعلم، ويقدم القرابين وينفق في الصدقات، ويحمل السلاح للدفاع عن وطنه شعبه، أما ويشيا فعليه أن يزرع ويتجر ويجمع المال، وينفق على المعاهد العلمية والدينية، وأما "شدرا" فعليه أن يخدم الطوائف الثلاثة الشريفة.
ومن شرائع منو، نورد بعض النصوص التي تقرر اختصاصات كل طبقة:
البراهمة: يقوم البراهمة بدرس أسفار "الويدا" وتعليمها، وتبريك تقديم القرابين، التي لا تقبل من الناس إلا عن طريقهم، ويجب أن يحافظ البرهمي على كنز الشرائع المدنية والدينية، وإذا ولد برهمي وضع في الصف الأول من صفوف الدنيا، البرهمي محل لاحترام جميع الآلهة، بسبب نسبه وحده، أحكامه حجة في العالم، والكتاب المقدس هو الذي يمنحه هذا الامتياز، كل ما في العالم ملك للبرهمي، وللبرهمي حق في كل موجود، والبرهمي إذا ما افتقر، حق له أن يمتلك مال "الشدري"، الذي هو عبد له، من غير أن يجازيه الملك على ما فعل، فالعبد وما يملك لسيده.
ولا يدنس البرهمي بذنب، ولو قتل العوالم الثلاثة، ولا ينبغي للملك أن يجبي خراجا، من برهمي عالم بالكتاب المقدس، ولو مات الملك محتاجًا، ولا يجوز له أن يصبر على جوع برهمي في ولايته، وليتجنب الملك قتل برهمي، ولو اقترف جميع الجرائم، وليطرده إذا رأى من مملكته، على أن يترك له جميع أمواله، وألا يصيبه بأذى، وعلى الملك ألا أمرا مهما كان، دون استشارة البراهمة.

الصفحة 99