كتاب أصول الدعوة وطرقها 1 - جامعة المدينة

قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني عند الله لَخاتَمُ النّبيِّين، وإنّ آدم لَمُجَنْدَلٌ في طينَتِه))، مسند الإمام أحمد.
قال تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} (الشعراء:219). عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: "تقلّبك من نبيّ إلى نبيّ حتى أخرجْتُك نبياً".
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ} (التوبة:128) -بفتح الفاء-، وقرأ جمهور القراء بالضّمّ.
وروى عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {مِنْ أَنْفَسِكُمْ}، قال: ((نَسَباً، وصِهراً، وحَسَباً؛ ليس في آبائي مِن لدن آدم سِفاح. كلّها نكاح)).
وهذا الإعداد الإلهي، أشار إليه القرآن الكريم في مطلع سورة (النجم)، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (النجم:1 - 5).
ولقد وصَفه الحق -تبارك وتعالى- بأوصاف انفرد بها -صلى الله عليه وسلم- عن غيره؛ فهو نور، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (المائدة:15).
وهو سراج منير، قال تعالى: {وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} (الفرقان:61).
وهو خالد الذِّكر إلى يوم القيامة وما بعدها، قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشَّرح:4). قال قتادة: "رفَع الله تعالى ذكْره في الدنيا والآخرة؛ فليس خطيب، ولا مُتشهِّد، ولا صاحب صلاة، إلاّ يقول: "أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله".
وروى أبو سعيد الخُدْري -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أتاني جبريل -عليه السلام- فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: تدري كيف رفعتُ ذكْرَك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: إذا ذُكرتُ، ذُكرْتَ معي)).

الصفحة 278