كتاب أصول الدعوة وطرقها 1 - جامعة المدينة

فأردت أن أضع شيئاً يَرجعون إليه، ويَعتَمدون عَليه. ثم ألقى إليّ الرُّقعَة، ومنها: "الكلام كلّه: اسم، وفعل، وحَرف؛ فالاسم: ما أنبأ عن المُسمَّى. والفِعل: ما أُنبِئ به. والحرف: ما أفاد مَعنىً. وقال لي: اُنْحُ هذا النَّحو! وأضِفْ إليه ما وَقع إليك! ".
ومنذ ذلك التاريخ، شمّر علماء المسلمين عن سواعِدهم، ووضعوا قَواعِد اللغة العربية لِضبط مُفرداتها، وتَصريف أفعالها، وتَشكيل أواخر الكَلمات باختلاف أحوال موقِعها.
ولقد أثمر هذا الجُهد: أنْ ظَهرت في ميادين الفِكر الإسلامي:
أولاً: علومُ العربيّة:
ويتضمّن ما يلي:
1 - علْم النحو: الذي به يُضبَط الكَلام، وبمراعاة قَواعده يَسلَم اللسان من اللّحن.
2 - علْم الصَرف: الذي يَبحث في بنيَة الكَلمة، واشتقاقِها في الأفعال وتَصريفها، ممّا يَخلق في المُتحدِّث مَلكة التَّعبير عن الفِعل بكَثرة مُترادِفاته.
3 - علْم البلاغة: الذي وَضع قَواعد البلاغة وأساليب الفَصاحة من علْم المعاني، والبيان، والبديع، ممّا يُساعد على تَدبّر آيات القرآن الكريم، وتَذوّق روعة بلاغته، وإعجاز بيانه، وكذلك الوقوف على فَصاحة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
4 - علْم معاني مُفردات اللغة العربية، المدوّن في المعاجم اللغوية: كـ"لسان العرب"، و"القاموس المحيط"، وغَيرها ...
فاللغة العَربية بعلومها وفُروعها، هي سلاح الدّاعية إلى الله، وأداة تَعبيره، ووسيلة التفاهم بينه وبين المَدعوِّين. فطلاقة اللسان، وحُسن المَنطق، وروعة

الصفحة 28