كتاب أصول الدعوة وطرقها 1 - جامعة المدينة

يقاتلون على دِينه. فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسَن، وما رآه المسلمون سيِّئاً فهو عند الله سيّئٌ))، رواه أحمد في "مسنده".
ومع كلّ نَبيّ ورسول يَصطفي الله أتباعه من المؤمنين الصادقين، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (فاطر:32).
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: يقول الله تعالى: "ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم المُصدِّق لِما بين يديه من الكتب، الذين اصطفيْنا من عبادنا، وهم هذه الأمّة".
وأمْر الأنبياء وشأنهم لم يَتوقف عند الاصطفاء والاجتباء فقط، ولكنه امتدّ إلى التربية والتعليم وحُسن الإعداد منذ طفولتهم. فإبراهيم -عليه السلام- يَدعو ربه أن يَبعث لهذه الأمّة رسولاً له منهج يتميّزون به عن سائر الأمم، قال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (البقرة:129).
ويوسف -عليه السلام- كانت عِناية الله تَحفظه، وقد شَعر والده يعقوب -عليه السلام- بهذا وذَكَر الله قولَه لابنه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} (يوسف:6).
وذَكَر القرآن الكريم فضْل الله على يوسف، قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22).

الصفحة 49