كتاب أصول الدعوة وطرقها 1 - جامعة المدينة

الخَالق وعَظمة الصانِع -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} (الانفطار:6 - 8).
أمّا النَّفْس، ويُراد بها: الرُّوح التي بها الحَياة وإذا زايلت الجسم نَزل به المَوت، وهي باقِية فيه ما بَقي في الحيّ نَفَس، فهي: الجَوهر اللَّطيف الحامِل لقوّة الحياة والحِسِّ والحَركة والإرادة. وهي: مُجرّدة عن المَادة، قائمة بنَفسها، غير مُتميّزة، مُشتبكة بالبَدن اشتباك الماء بالعُود الأخضر، ومُتعلّقة به للتَّدبير والتَّحريك.
وتَرِد "النَّفس" في اللغة العربية على مَعانٍ كَثيرة، منها:
1 - النفس: معنىً في الإنسان يوجِّهُه إلى أفعاله من الخَير والشَّر. تقول: "أمرتْني نَفْسي"، و"سوّلتْ لي نَفسي". قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (الشمس:7 - 10).
2 - "النفس" تُطلق على مَعنىً في الإنسان به التَّمييز والإدراك والإحساس لِما يُحيط به، وهذا المَعنى يُفارقه في النّوم حيث يَغيب وَعيه، قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} (الزُّمَر:42).
وقد سمَّى القرآن الكريم غِياب الوعْي عن النائم: "وفاة"، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً} (الأنعام:60).
و"الرُّوح" -بضَمّ الراء-: ما به حياة الأجسام. وقد يُضاف إلى الله للملْك أو التَّشريف، قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} (مريم:17).
و"الرّوح" يُطلق على كلِّ أمْر خَفيّ لَطيف، كالوحي، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} (الشورى:52).

الصفحة 63