كتاب أصول الدعوة وطرقها 3 - جامعة المدينة
العشير، فجعلن ينزعن حليهن وقلائدهن وقرطهن وخواتمهن، يقذفن به في ثوب بلال يتصدقن به)) أخرجه أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي.
وقال ابن عباس: ((شهدت الصلاة يوم الفطر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم كان يصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- كأني أنظر إليه يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بلال فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} (الممتحنة: 12) فتلا هذه الآية حتى فرغ منها، ثم قال: أنتن على ذلك، فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن: نعم يا نبي الله. قال: فتصدقن، فبسط بلال ثوبه فجعلن يلقين الفَتَح والخواتم في ثوب بلال)) أخرجه أحمد والشيخان. الفتح أي: الخواتيم العظام، والخواتم أي: الخواتم الصغيرة.
ويسن الإكثار من التكبير أثناء الخطبة؛ لقول سعد المؤذن: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكبر بين أضعاف الخطبة، يكثر التكبير في خطبة العيدين)) أخرجه ابن ماجه.
وقد ذكر الفقهاء أنه يطلب افتتاح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع تكبيرات؛ لقول عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: "السنة أن تفتتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات تترا، والثانية بسبع تكبيرات تترا". أخرجه البيهقي وابن أبي شيبة، لكن عبيد الله المذكور تابعي، وقول التابعي: السنة كذا، ليس ظاهرًا في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يحتج به، أما إذا قاله الصحابي فيحتج به على الراجح.
قال ابن القيم: "وكان -صلى الله عليه وسلم- يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيد بالتكبير، وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيدين والاستسقاء، فقيل: يفتتحان بالتكبير، وقيل: تفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وقيل: يفتتحان بالحمد".
الصفحة 327
386