كتاب أصول الدعوة وطرقها 3 - جامعة المدينة

حاشية المطاف وليرمل ثلاثًا، ثم ليقترب إلى البيت في المزدحم وليمش أربعًا، وإن أمكنه استلام الحجر في كل شوط فهو الأحب، وإن منعته الزحمة أشار باليد وقَبَّل يده، وكذلك استلام الركن اليماني يستحب من سائر الأركان، وروي: ((أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يستلم الركن اليماني ويقبله ويضع خده عليه)) ومن أراد تخصيص الحجر بالتقبيل، واقتصر في الركن اليماني على الاستلام أغنى عن اللمس باليد، فهو أولى.
الخامس: إذا تم الطواف سبعًا فليأت الملتزَم، وهو بين الحجر والباب، وهو موضع استجابة الدعوة، وليلتصق بالبيت وليتعلق بالأستار، وليلصق بطنه بالبيت وليضع عليه خده الأيمن، وليبسط عليه ذراعيه وكفيه، وليقل: اللهم يا رب البيت العتيق، اعتق رقبتي من النار، وأعذني من الشيطان الرجيم، وأعذني من كل سوء، وقنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما آتيتني، اللهم إن هذا البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم اجعلني من أكرم وفدك عليك، ثم ليحمد الله كثيرًا في هذا الموضع، وليصل على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى جميع الرسل كثيرًا، وليدع بحوائجه الخاصة، وليستغفر من ذنوبه. كان بعض السلف في هذا الموضع يقول لمواليه: "تنحوا عني حتى أقر لربي بذنوبي".
السادس: إذا فرغ من ذلك ينبغي أن يصلي خلف المقام ركعتين، يقرأ في الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية الإخلاص، وهما ركعتا الطواف. قال الزهري: "مضت السنة أن يصلي لكل سبع ركعتين، وليدع بعد ركعتي الطواف وليقل: اللهم يسر لي اليسرى وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واعصمني بألطافك حتى لا أعصيك، وأعني على طاعتك بتوفيقك، وجنبني معاصيك، واجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك، ويحب عبادك

الصفحة 352