كتاب أصول الدعوة وطرقها 3 - جامعة المدينة
وروينا عن طلحة بن عبيد الله -أحد العشرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((ما رؤي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة)) وما ذاك إلا أن الرحمة تنزل فيه، فيتجاوز الله عن الذنوب العظام.
وعن الفضيل بن عياض -رضي الله عنه- أنه نظر إلى بكاء الناس بعرفة فقال: "أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل واحد فسألوه دانقًا، أكان يردهم؟ قيل: لا. قال: والله للمغفرة عند الله -عز وجل- أهون من إجابة رجل بدانق".
وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- أنه رأى سائلًا يسأل الناس يوم عرفة فقال: "يا عاجز، أفي هذا اليوم تسأل غير الله تعالى".
فرع:
ومن الأدعية المختارة: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اغفر لي مغفرة من عندك تصلح بها شأني في الدارين، وارحمني رحمة منك أسعد بها في الدارين، وتب عليّ توبة نصوحًا لا أنكثها أبدًا، وألزِمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبدًا. اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، وأغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، ونوِّر قلبي وقبري وأعذني من الشر كله، واجمع لي الخير كله، وأستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي، وجميع ما أنعمت به علي، وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين.
الحادية عشرة: الأفضل للواقف ألا يستظل، بل يبرز للشمس إلا لعذر بأن يتضرر، أو أن ينقص دعاؤه واجتهاده.
الصفحة 359
386