كتاب أصول الدعوة وطرقها 3 - جامعة المدينة

{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (غافر: 35) وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (الصف: 5) وقال: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين: 14) وقال سبحانه: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: 155).
فنرى من هذه الآيات أن سبب الإضلال: هو الزيغ والخروج عن تعاليم الله، والكبر والجبروت والتعالي على الناس بغير حق، ونقض عهد الله -عز وجل- وقطع ما أمر الله به أن يوصل، ووصل ما أمر الله به أن يُقطع، والفساد في الأرض، والكفر، واقتراف الآثام.
فهذه هي الأسباب التي أضلت الناس وأخرجتهم عن منهج الحق؛ لأنهم آثروا العمى على الهدى واستحبوا الضلال، واستحبوا الظلام على النور؛ فكان أن كافأهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم، بمقتضى نظامه في ارتباط الأسباب بمسبباتها، وهذا ونحوه كثير في كتاب الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الصفحة 42