كتاب أصول الدعوة وطرقها 3 - جامعة المدينة

واستُرْضِعت في بني سعد بن بكر؛ فبينما أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بُهمًا لنا إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوء ثلجًا، ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبي، فشقاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك؛ فوالله لو وزنته بأمته لوزنها)).
وروى ابن أبي الدنيا بغيره بإسناد يرفعه إلى أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، كيف علمت أنك نبي؟ وبما علمت حتى استيقنت؟ قال: ((يأبا ذر، أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: هو هو، قال: فزنه برجل. فوزنني برجل فرجحته، ثم قال: زنه بعشرة. فوزنني فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة. فوزنني فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف. فوزنني فرجحتهم؛ حتى جعلوا يتثاقلون عليَّ من كفة الميزان، فقال أحدهما لصاحبه: شق بطنه. فشق بطني؛ فأخرج قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم، فطرحهما؛ فقال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء، واغسل قلبه غسل الملاء، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه؛ فخاط بطني وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن، ووليا عني؛ فكأني أعاين الأمر معاينة)).
ولقد تكررت حادثة شق صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة مرات:
منها: ما رواه الإمام أحمد وابن حبان عن أبي بن كعب: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

الصفحة 59