كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

بالتوراة المحرفة، والإنجيل المبدل المغير، وكفروا بالقرآن المحفوظ الباقي الذي نزل على نبيِّ الهدى والرحمة -صلوات الله وسلامه عليه.
ب- أنتقل إلى النقطة التالية وهي بعنوان: أدلة وجوب الإيمان بالكتب الإلهية:
إن الإيمان بالكتب السماوية الإلهية لواجبٌ شرعًا كما هو واجبٌ عقلًا، وهذا بيان ذلك، أما كون الإيمان بالكتب الإلهية واجبًا شرعًا فذلك لأن الله تعالى أمر به أمرًا جازمًا لا يقتضي إلى طاعة الله تعالى فيه وتحريم معصيته؛ إذ قال تعالى في الأمر بالإيمان بكتبه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا} (النساء: 136) إن هذه الآية واحدة كافية في الدلالة على وجوب الإيمان بكتب الله تعالى عامة، وبالقرآن الكريم كتاب الإسلام والمسلمين خاصة، وفي تحريم التكذيب به، وعدم التصديق بكل ما جاء فيها ممّا هو وحيٌ من الله وكلامه -سبحانه وتعالى- يعني: أنه لابد أن يؤمن بكل ما جاء فيها، وأن يُصدق بكل ما جاء فيها، وأن ما أنزله الله -عز وجل- حقٌّ.
وقد أوجب الله في القرآن الكريم الإيمان بالكتب السماوية، فقال: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة: من الآية: 285).
ومن السُّنة حديث مسلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- والذي جاء فيه سؤال جبريل للرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أجابه بأن الإيمان هو: ((الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره)).
هذه بعض أدلة القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة على وجوب الإيمان بما أنزل الله -تبارك وتعالى- على الأنبياء والمرسلين، وأن ما نَزَلَ من عند الله -سبحانه وتعالى- حقٌّ،

الصفحة 100