كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
أيضًا في القرآن الكريم شفاءٌ تامٌّ لجميع الأمراض العقلية والنفسية والقلبية، فيه شفاءٌ من الكفر والشرك، فيه شفاءٌ من القلق والاضطراب، فيه شفاءٌ من الحيرة، والخوف، والكبر، والحسد، والكسر، والعجز، والبخل، والشح، والظلم، والخوف، قال تعالى في إثبات هذا الشفاء وتقريره: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: من الآية: 82).
وأيضًا القرآن الكريم نورٌ كاشف لجميع الظلمات القلبية مبددٌ لسائر الجهالات النفسية، مبينٌ لسائر الحقائق والأسرار الكونية، قال تعالى في تقرير هذا الأمر: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (النساء: 174).
والقرآن الكريم اشتمل على المواعظ العظيمة الجليلة التي تدعو إلى كل فضيلة، وتزجر عن كل رذيلة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (يونس: من الآية: 57).
وقال سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل: 89).
إلى جانب هذا القرآن الكريم فيه من الذكر الإلهي ما تحي به القلوب، وتطيب بتلاوته الأرواح، وتزكو بالعمل به النفوس قال الله -تبارك وتعالى-: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} (ص: 1).
وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).
والقرآن الكريم فيه خيرٌ عامٌّ لكل إنسان وجان وحيوان، فما من كائن في هذه الحياة إلا وناله من خيرية القرآن من يوم نزوله إلى يوم رفعه إلى الله وقبضه إليه، اللهم إلا من كان من المطرودين من شياطين الإنس والجن المبلسين من كل خيرٍ، قال تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} (النحل: من الآية: 30) فالقرآن
الصفحة 104
522