كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
كله خير، ومن جاء إليه، وعمل به، واستفاد منه كان له من الخير بقدر ما استفاد من كتاب الله -تبارك وتعالى.
الركن الرابع من أركان الإيمان؛ الإيمان بالرسل -عليهم السلام-
أنتقل بعد ذلك إلى العنصر الثاني في هذا اللقاء، وهو عن الركن الرابع من أركان الإيمان، وعنوانه: الإيمان بالرسل -عليهم السلام- ويشتمل هذا العنصر على النقاط التالية:
أ- تعريف النبي، والرسول، والفرق بينهم:
النبي في لغة العرب: مشتقٌ من النبأ، وهو الخبر، قال تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} (النبأ: 1، 2) وإنما سُمي النبي نبيًّا؛ لأنه مخبِرٌ مخبَر، فهو مخبَرٌ أي: أن الله أخبره وأوحى إليه: {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التحريم: من الآية: 3) وهو مخبِرٌ عن الله تعالى أمره ووحيه، قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الحجر: 49).
وأما عن تعريف الرسول، فأقول: الإرسال في اللغة التوجيه، فإذا بعثت شخصًا في مهمة فهو رسولك، قال تعالى حاكيًا قول ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (النمل: 35).
وأود هنا بعد هذا التعريف للنبي والرسول أن أذكر الفرق بين النبي والرسول، فأقول: الشائع عند العلماء أن الرسول أعم من النبي، فالرسول هو من أوحي إليه بشرعٍ وأُمر بتبليغه، والنبيُّ من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ، وعلى ذلك فكل رسولٍ نبيٍّ وليس كل نبيٍّ رسولًا، هذا هو الشائع عند العلماء، والذي ذكروه هؤلاء بعيدٌ لأمور:
الأول: أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل، وذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} (الحج: من الآية: 52) فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ أيضًا.
الصفحة 105
522