كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
الأرض واتباع المفسدين، ولوط حارب جريمة اللواط التي انتشرت في قومه، وشعيب قاوم في قومه جريمة التطفيف في المكيال والميزان، وهكذا.
الوظيفة السادسة من وظائف الأنبياء والمرسلين: إقامة الحجة: لا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى، فالله -جل وعلا- أرسل الرسل وأنزل الكتب كي لا يبقى للناس حجة يحتجون بها أمام الله يوم القيامة، قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (النساء: من الآية: 165).
ولو لم يرسل الله الرسل إلى الناس لجاءوا يوم القيامة يخاصمون الله -جل وعلا- ويقولون: كيف تعذبنا وتدخلنا النار وأنت لم ترسل إلينا من يبلغنا مرادك منا، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} (طه: 134).
وفي يوم القيامة يجمع الله -عز وجل- الأولين والآخرين، ويأتي لكل أمة برسولها ليشهد عليها بأنه بلغها رسالة ربه، وأقام عليها الحجة: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} (النساء: 41، 42).
ولذلك فإن الذين يرفضون إتباع الرسل ويعرضون عن هديهم لا يملكون إلا الاعتراف بظلمهم إذ وقع بهم العذاب في الدنيا، {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} (الأنبياء: 11: 15).
الصفحة 113
522