كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
الوظيفة السابعة من وظائف الأنبياء والمرسلين: سياسة الأمة: الذين يستجيبون للرسل يكونون جماعة واحدة، وهؤلاء يحتاجون إلى من يسوسهم ويقودهم ويدبر أمورهم، والرسل يقومون بهذه المهمة في حال حياتهم، فكانوا يحكمون بين الناس بحكم الله، كما قال الله لنبيه ومصطفاه -صلى الله عليه وآله وسلم-: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} ونادى رب العزة والجلال داود قائلًا: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} (ص: من الآية: 26).
وأنبياء بني إسرائيل كان يسوسون أمتهم بالتوراة، وفي الحديث: ((كانت بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي قام نبيٌّ)) وقال الله عن التوراة: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} (المائدة: من الآية: 44).
فالرسل يحكمون بين الناس، ويقودون الأمة في السلم والحرب، ويقومون على رعاية مصالح الناس، هم في كل ذلك عاملين بطاعة الله تعالى، ولن يصل العبد إلى نيل رضوان الله ومحبته إلا بطاعة الله، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك أقول: يجب أن يكون شعار المسلم الذي يعلنه دائمًا هو شعار السمع والطاعة، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} (النور: من الآية: 51) والله -عز وجل- يقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران: من الآية: 31).
د- النقطة الرابعة في هذا العنصر، وهي بعنوان: ختم النبوات بالنبي الخاتم -صلى الله عليه وآله وسلم-:
إن الله تعالى قد ختم سائر النبوات بأخر نبوة، وهي نبوة محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يبق من مطمعٍ لأحدٍ في أن يدعي النبوة أو يؤتاها بعد نبوة محمدٍ النبي الأمي أبدًا، ومن جَهَل هذه حقيقة، أو تجاهلها تضليلًا وخداعّا وادعى النبوة، فقد كذب على الله وأعظم الفرية عليه وكذّبه في قوله، وكذب نبيه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي أخبر أيضًا عن نفسه بأنه خاتم الأنبياء -صلى الله عليه وآله وسلم.
الصفحة 114
522