كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن ليّ أسماء أنا محمدٌ، وأنا أحمدٌ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بيّ الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)) صلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين.
وبهذا ينتهي هذا اللقاء معكم أيها الإخوة الكرام، وختامًا أُصلى وأُسلم على النبي -عليه الصلاة والسلام- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
3 - أركان الإيمان (3)
الركن الخامس من أركان الإيمان؛ الإيمان باليوم الآخر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، والمرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:
الإخوة الكرام ألتقي بكم في سلسلة محاضرات أصول الدعوة وطرقها، وعنوان هذه المحاضرة: تابعوا أركان الإيمان، وتشتمل على العناصر التالية:
العنصر الأول في الركن الخامس من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان باليوم الآخر، ويشتمل على النقاط التالية:
أ- المراد باليوم الآخر ووجوب الإيمان به:
إن المراد من اليوم الآخر أمران: الأول فناء هذه العوالم كلها، وانتهاء هذه الحياة بكاملها، والثاني إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها، فدلَّ لفظُ اليوم الآخر على آخر يومٍ من أيام هذه الحياة، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية؛ إذ هو يومٌ واحدٌ لا ثاني له فيها ألبتة، فالإيمان باليوم الآخر مقتضٍ للتصديق بأخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا، وبما يسبقه من أمارات، وما يتم فيه من أهوال واختلاف أحوال، كما هو مقتضٍ كذلك لتصديق الله تعالى في أخباره عن الحياة الآخرة، وما فيها من نعيمٍ وعذابٍ، وما يجري فيها من أمورٍ عظامٍ كبعث الخلائق، وحشرهم، وحسابهم، ومجازاتهم على أعمالهم التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا.
وقد يسأل سائل فيقول: هل الفناء ممكن؟
وجوابنا على هذا السؤال أن أقول: نعم، الفناء ممكن؛ لأن العالم ليس أزليًّا أبدًًا، وما لم يكن أزليًّا فهو حادثٌ، وما كان حادثًا فالفناء من صفاته اللازمة له التي لا تنفك عنه بحال، وطروء الفناء على الحادثات مشاهدٌ في هذه الحياة لا يحتاج إلى دليل، إنه قد ثبت بالبراهين العقلية والمادية معًا ثبت حدوث هذا العالم، وإن التغير الجاري والمستمر على العوالم دالٌّ على حدوثها، وإن حدوثها دالٌّ على فنائها.
الصفحة 116
522