كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

واللوح المحفوظ الذي كتب فيه الله مقادير الخلائق سماه القرآن بالكتاب، وبالكتاب المبين، وبالإمام المبين، وبأم الكتاب، والكتاب المسطور، قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (البروج: 21، 22).
وقال: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (يس: 12).
وقال: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} (الطور: 1، 2).
الركن الثالث من أركان الإيمان بالقدر: الإيمان بمشيئة الله الشاملة، وقدرة الله النافذة، وهذا الأصل يقضي بالإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا حركة ولا سكون في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله -تبارك وتعالى- فلا يكون في ملك الله إلا ما يريد، والنصوص المصرحة بهذا الأصل المقررة له كثيرةٌ وافرةٌ منها: قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (الإنسان: من الآية: 30).
ومنها: قوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس: 82).
ويقول سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} (الأنعام: من الآية: 35).
الركن الرابع من أركان الإيمان بالقدر: الإيمان بأن الله خالق كل شيء، وقد قررت النصوص القرآنية والنبوية أن الله خالق كل شيء، فهو الذي خلق الخلق وكونهم وأوجدهم، فهو الخالق وما سواه مربوب مخلوق، قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء} (الرعد: من الآية: 16).
وقال سبحانه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (الأنعام: من الآية: 1).
والنصوص في هذا كثيرة، وهي تقرر أن الله خالق أعمال العباد، وممّا جاء في القرآن صراحة ممّا يدل على ذلك قوله سبحانه: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (الصافات: 95، 96).

الصفحة 130