كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النساء: من الآية: 36).
وفي السنة النبوية جملةٌ من الأحاديث في باب التعاون؛ منها: ((مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كُربة فرج الله عنه كربةً من كرب يومِ القيامةِ)) وفي الوصية بالجار ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في قوله: ((ما زال جبريلُ يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه)).
والتعاون المطلوب لا يقف عند حد إعانة المحتاجين فقط، وإنما يتجاوزه إلى آفاق واسعة ومجالات مختلفة؛ لأن دائرتَه أعمالُ الخير وهي واسعة جدًّا، فالتعاون على تشييد مسجد، أو فتح مدرسة، أو إنشاء مستشفى، أو بناء قَنطرة، أو طَبْعِ كتابٍ نافعٍ يخدم الإسلام، والتعاون على إزالة منكر، أو فساد، أو ظلم، أو صد عدوان، ونحو ذلك، كلُّه من التعاون المطلوب؛ لأنه تعاونٌ على البر، وتعاون على إزالة الفساد والمنكرات، وبالتالي، إقامة الأخلاق ومراعاتها.
أيضًا من خصائص النظام الاجتماعي في الإسلام أو معالمه البارزة: الالتزام بمعاني العدالة:
والالتزام بمعاني العدالة من أنواع الأخلاق الفاضلة؛ بل في ذِروتها، وإنما أفردْتُها هنا بالذكر؛ لأهميتها، ولتشعبها، وتعددِ مظاهرها، وبروزها في النظام الاجتماعي الإسلامي.
ومما يدل على أهمية العدل في الإسلام ورود الآيات الكثيرة فيه بالدعوة إليه بصورة عامة أو خاصة؛ فمن الآيات التي تأمر بالعدل بصورة عامة قول الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90).
ومن الآيات التي أمرت بالعدل في مسائل معينة:

الصفحة 30