كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

القرآن الكريم بآيات كثيرة شئون المرأة وتحديد مركزها الاجتماعي، وما لها وما عليها، وكذلك فعلت السنة النبوية، ولا شك أن معالجة موضوع المرأة في القرآن بآيات كثيرة وفي السنة بأحاديث كثيرة يدل دلالة قاطعة على أهمية هذا الموضوع.
والواقع أن حالة المرأة في المجتمع ومدى ما لها وما عليها من الحقوق والواجبات، ونوع الضوابط التي تحكم سلوكها، كل ذلك كان ولا يزال من أعظم المؤثرات في سَير المجتمع، وفي مدى صلاحه وفساده؛ ولهذا كله فقد أولى الإسلام مسألةَ المرأة كل ما تستحق من عناية وتوضيح، حتى تستبين الأمور، ويعرف الناس المسلكَ السديدَ في معالجة هذه المسألة على الوجه الصحيح.
وأنا هنا لا أريد الإحاطة بكل جزئيات الموضوع، وإنما أود أن أذكر نقاطًا بارزةً فيه، على وجه يعطي فكرة جيدة عن مركز المرأة في المجتمع في نظر الإسلام؛ ومن ذلك:
أن المرأة تتمتع بحق الحياة؛ لأنها نفس معصومة كالرجل، ولهذا حرم الإسلام وأدَ البنات، وأوجب القصاص في قتلها عمدًا كما هو الحكم بالنسبة للرجل، والقرآن الكريم لَامَ وشنَّعَ على العرب كثيرًا، وبيَّن سوء منهجهم البشع عندما كانوا يقتلون البنت وهي حية، وهذا يبين شيئًا من مكانة المرأة في الإسلام.
وأيضًا المرأة أهل للتكريم؛ لأنها إنسان، والله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء: من الآية: 70).
وأيضًا للمرأة حق اكتساب الأموال بالطرق المشروعة؛ لأن لها ذمة صالحة لاكتساب الحقوق المالية وغير المالية، فهي فيه كالرجل، ومن أسباب اكتساب الأموال الميراث، وقد أثبته الشرع الإسلامي للمرأة بعد أن حَرَمَها منه الجاهليون، قال الله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7) وللمرأة إذن

الصفحة 33