كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة
حق التصرف في أموالها كما تشاء، دون حاجة إلى إذن أحد ما دامتْ عاقلةً رشيدةً.
والمرأة أيضًا لها حق المهر في عقد النكاح؛ قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: من الآية: 4) قال: {وَآتُوا النِّسَاءَ} فإذن هذا حق من حقوقها، وحق النفقة على الزوج، قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: من الآية: 233) وحق النفقة على أولادها باعتبارها أمًّا.
وللمرأة أيضًا حق تعلم العلوم النافعة لها بالكيفية المناسبة لطبيعتها، وبشرط الالتزام التام بالآداب الإسلامية اللازمة لها، وأعظم ما ينفعها في ذلك أن تتعلم شريعةَ الإسلام، وما فيها من حلال وحرام، وأن تتعلم كيف تربي أبناءَها، وما إلى ذلك؛ وأما العلوم الدُّنيوية المباحة فإذا شاءت المرأة أن تتعلمَ منها شيئًا فلا بأسَ، ولكن بالشرط الذي أشرت إليه سابقًا وهو الالتزام بالآداب وبالكيفية المناسبة لها، والمحافظة على عفتها وكرامتها.
كما ينبغي عليها في هذا الصدد أن تتعلم ما يلائم طبيعتها، ويقوي اختصاصها الفطري في تربية الأولاد، ورعاية البيت، فتتعلم فنون الخياطة، والطبخ، وأصول تربية الأولاد، ونحو ذلك.
وأيضًا من خصائص النظام الإسلامي: تحميل الفرد مسئولية إصلاح المجتمع:
من خصائص النظام الاجتماعي في الإسلام تحميل الفرد مسئولية إصلاح المجتمع؛ بمعنى: أن كل فرد فيه مطالب بالعمل على إصلاح المجتمع، وإزالة الفساد منه على قدر طاقته ووسعه، والتعاون مع غيره لتحقيق هذا المطلوب، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة: من الآية: 2).
ومن أعظم التعاونِ التعاونُ على إصلاح المجتمع، وإذا كان الفرد مَطَالَبًا بإصلاح المجتمع، فمن البَديهي أنه مطالب بعدم إفساده، وعلى هذا لا يجوز إعطاء الرِّشوة
الصفحة 34
522