كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

والهلاك والضيق والضنك، وما إلى ذلك، ويصبح المجتمع بهذا مجتمعًا سليمًا عفيفًا طاهرًا نظيفًا نقيًّا، وهذا ما يريده الإسلام، ويدعو إليه.

وُجُوبُ الاجتماعِ على الكِتابِ والسُّنَّةِ، ونبذُ الاختلافِ والفُرْقَةِ
العنصر الثالث في هذا اللقاء بعنوان: وجوب الاجتماع على الكتاب والسنة، ونبذ الاختلاف والفرقة؛ ويشتمل على العناصر التالية:
أ- الأدلة على وجوب إتباع الكتاب والسنة:
يجب على المؤمنين أن يلتزموا بكتاب الله، وسنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد أمر الله -عز وجل- في كتابه بالاجتماع على كتابه وهدي نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن ذلك: ما جاء في قول الحق -تبارك وتعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية: 103).
وقد وردت آياتٌ كثيرة في كتاب الله -عز وجل- بهذا المعنى، وهي تأمر المؤمنين وتحثهم على لزوم الجماعة والائتلاف، وتبين لهم أنَّ الأمةَ الإسلاميةَ أمةٌ واحدةٌ، ولا سبيلَ إلى هذا الاجتماع إلا بإقامة الدين لله وحدَه، وتوحيده، وإتباع هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والبعد عن الشرك بكل أنواعِه وفروعِه وألوانِه، والبعد كذلك عن البدع؛ لأنه لا يوجد في الإسلام: "بِدْعَةٌ سَيِّئَةٌ أو بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ" وكَيْفَ ذَلِكَ؟! والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقولُ ويخبرُ بأن: ((كل بدعة ضلالة ... )).
فالآيةُ التي معنا -وهي قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} - دعوةٌ إلى الاجتماع على كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد ورد عن السلف في معنى كلمة: "الحبل" الوارد في الآية السابقة أنه هو القرآن، والإخلاص لله وحدَه، والإسلام.
وقد دلت السنة النبوية على ما دل عليه القرآن؛ ففي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تَعبُدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا مَن ولَّاه الله أمرَكم)).

الصفحة 38