كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

وعبادة الجوارح: تكون بالصلاة، والصيام والحج، ونحر الذبائح تقربًا إلى الله، والجهاد في سبيل الله ... وما إلى ذلك.
والعبادات المالية: تكون بالزكاة والصدقات، ولها أعني العبادات المالية مدخل كبير في الحج، والأضاحي، والنذور.
والشرك في ألوهية الله -تبارك وتعالى- يكون بالتوجه بهذه العبادات، أو بشيء منها لغير الله -عز وجل- كالاستعانة بغير الله، أو الذبح لغير الله، أو دعاء غير الله، أو طلب المدد من غير الله -تبارك وتعالى- أو ما يجري عند الناس في مثل هذه الأمور، الباطلة المخالفة لهذا القرآن الكريم، وهذه السنة النبوية المطهرة.
ولا شك أن صرف أي لون من ألوان العبادة لغير الله -تبارك وتعالى- شرك بالله -عز وجل- وهناك شرك أصغر، وهو ما يكون في الألفاظ، وكيسير الرياء، هذا أيضًا شرك يناقض كمال توحيد الإلوهية، الذي هو إفراد الله -تبارك وتعالى- بجميع ألوان العبادة.
النقطة التالية في هذا العنصر، وهي نقطة "ج" بعنوان: الإيمان بأسماء الله وصفاته:
الإيمان الصادق: هو الذي يقوم على المعرفة التامة بالله -تبارك وتعالى- وطريق ذلك الإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- فمعرفة صفاته، والتأمل في معانيها، وإثبات الأسماء الدالة عليها، كل ذلك يعمق الإيمان بالله ويؤكده، ويثبته.
وقد أخبرنا ربنا في كتابه، بأن له الأسماء الحسنى، وأمرنا أن ندعوه بها فقال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: من الآية: 180) وحث الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- على إحصائها؛ فقال في حديثه الصحيح من رواية أبي هريرة وغيره: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة)) والمراد بالإحصاء:

الصفحة 86