كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

نبيك؟ وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ونحن نؤمن بما صح به الخبر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا تتبعنا الآثار الواردة في أعمال الملائكة، ملاحظين الآيات القرآنية الدالة على الملائكة، وأعمالهم مثل قول الله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} (الصافات: 1) ومثل قول الله -تبارك وتعالى-: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} (النازعات: 1) أو {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا} (المرسلات: 1) لقلنا: في صدق إن الكون كله علويه وسفليه، قد أُنِيْطَ أمر تدبيره بالملائكة. وذلك بإذن الله -تبارك وتعالى.
ويضاف إلى ذلك أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((أطت السماء وحق لها أن تئط، ما من موضع أربع أصابع، إلا عليه ملك واضع جبهته ساجدًا لله -تبارك وتعالى)).
انتقل بعد ذلك إلى النقطة الأخيرة في هذا العنصر: وهي نقطة "هـ" بعنوان: بعض صفات الملائكة:
من خلال الأخبار الصادقة، التي هي الدليل الشرعي عند أهل السنة والجماعة؛ تحصلنا على عدد كبير من صفات الملائكة منها: حياؤهم:
إن الملائكة تستحي استحياء يليق بحالها؛ إذ قد صح أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)) ويعني بذلك الرجل: عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنه- ففي هذا الخبر الصادق الصحيح، دليل على صفة الحياء للملائكة.
أيضًا من صفات الملائكة، أنهم يتأذون مما يتأذى منه الإنسان، وذلك لحديث مسلم: ((من أكل من الثوم والبصل والكرّاث، فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)) ولحديث الصحيحين أيضًا: ((إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة)) فعدم دخولهم البيت الذي فيه كلب أو صورة؛ كراهية منهم لهما، يعني: كراهية منهم للدخول، وفي هذا دليل على تأذيهم من هذا المكروه.

الصفحة 95